ابحث في الويب



رواية


البحث عن امرأة مفقودة




الفصل 1-3 



د.عماد زكي





حقوق النشر الإلكتروني محفوظة للمؤلف

هذه الرواية طبعت بمبادرة من القراء الأعزاء، وهم يعتذرون إن شابها بعض الأخطاء






۞ الفصل الأول ۞


عندما رأيتها خفق قلبي بعنف ، وانبعثت الحياة في روحي دفعة واحدة ، وكأني طفل يولد الآن ..

إنها هي!..
إنها أحلام!..
روحها التي تشعشع حولها أيقظت روحي ، وصوت خطواتها الواثقة التي تطرق الرصيف في وقار تنساب إلى سمعي كالإيقاع ..
لقد عادت أحلام..
عادت إلى المدينة التي هجرتها ، عادت إلى الناي الذين آمنوا بها ، وأحبوها ..
كما يعود الصبح بعد ليل حالك..
كما تشرق الشمس يعد خريف طويل..

وانبثق الأمل في أعماقي كمارد خرج لتوه من قمقه الضيق ليعدني ببقية سعيدة لهذا العمر البائس الذي قضيته وأنا أعدو خلف أحلام..

وتحركت في القلب أشواق ظمأى ، وجعلت ترفرف بأجنحة رشيقة من الفرح حتى كادت تحملني إلى فضاء بهيج..
وانطلقت خلف أحلام بخطوات لهفى ، وأرسلت نحوها النداء تلو النداء..
- أحلام.. توقفي يا أحلام..
لم تقف! لم تنتبه!.. صوتي المبحوح لم يبلغ أذنيها ، ومضت بخطواتها الواثقة وجلالها القديم ، وتابعت طريقها دون أن تلتفت!..
كررت النداء غير عابئ بالعيون التي حاصرتني متسائلة أو مستنكرة ، ودفعت خطواتي خلف النداء لتلحق بها .. أردت أن أمسك بها قبل أن تضيع مني كما ضاعت أول مرة ، قبل أن تنسل كالشعاع ، ناديتها بحرقة الملهوف ولوعة المشتاق ، لكن ندائي أخفق مرة أخرى في إيقافها..
لا أصدق أنها لا تسمعني وخطواتها تطرق سمعي كصوت المطر عندما يدق أبواب الأرض؟!..

تمهلت قليلا .. هل تتجاهلني ؟ أم أنها وارتني حلف جدران النسيان!.. ولسعني خاطر كالعقرب .. لعلها تزوجت!.
لعل قلبها قد اتصل بقلب رجل آخر ، فألغت كل إحساس بالغيرة!!..
وألهبت خطواتي بسياط الذعر والقلق بجنون ، فاندفعت خلفها أصدم هذا وأتجنب تلك..
-أحلام.. توقفي يا أحلام.. أنا صلاح.
تجاهلتني!.. أو أنها لم تسمعني!.. لعلها ساهمة ذاهلة عما حولها ، تنبش الذكريات القديمة ، وتبحث فيها عن قصص عاشتها في هذه المدينة ، وأطياف عايشتها عبر رحلة الحب والعذاب التي أرهقت قلبها المرهف الرقيق أو أنها تستخرج حبها الخالص من تحت أنقاض الماضي ، لتنفض عنه غبار السنين ، وتقدمه لي طاهرا متوهجا عميقا كما كان..
وحثثت الخطا خلفها حتى أدركها ، ناديتها بنبرة تقطر لهفة وشوقا..
التفتت إليَّ كالتي بوغتت ، ورمقتني بنظرات يعيث فيها التساؤل والإنكار!..
شعرت فجأة وكأني أهوي من شاهق إلى بلا قرار ، والنقبض قلبي فسحق بين جدران كل ما انبثق فيه من آمال ، واستحالت الفرحة الوشيكة دموعا تزدحم في عينين زائعتين!..
إنها ليست هي ، إنها ليست أحلام!!

رفعت الفتاة التي كنت أسعى خلفها حاجبيها دهشة وحيرة ، وتحولت نظراتها من الإنكار إلى الرثاء ، وهي ترى لهفتي تتحول إلى كآبة عميقة ، همست في إشفاق:
 - سيدي هل تشكو من شيء؟..
حاولت أن أعتذر ، أو أوضح لها سبب ما حصل ، لكن لساني المثقل بالخيبة خانني ، لكأنَّ الماجأة المرة قد أصابته بالشلل!..
وأدركت الفتاة أن في الأمر خطأ غير مقصود ، فهزت كتفيها بغير اكتراث ، ومضت في طريقها ، وتركتني ساهما غارقا في الحسرة والألم..
ووقفت جامدا كتمثال ، أرمق الفراغ بعينين ذاهلتين ، فجعل المارة يعجبون لوقوفي وجمودي ، ويتنحون عني كما يتنحون عن جسم مهمل ملقى على قارعة الطريق!..
واستيقظت من ذهلتي على صوت طفلة متسولة تشدني من يدي في إلحاح ، وهي تسألني أن أحسن له بشيء.. انتزعت نفسي من ثلاجة الذهول ، ودسست يدي في جيبي ، فأخرجت قطعة نقدية صغيرة ، وألقيتها في يد الطفلة فالتقطتها فرحة ، وانطلقت تعدو..
وركبني إحساس ثقيل بأني ضائع بلا غاية.. متشرد بلا مأوى.. تائه بلا جذور.. وهمت على وجهي في دروب المدينة ألوك خيبتي وحزني..
وفردت خواطري أشرعة الذكرى ، فأبحرت في خضم السنين لترسو على شاطئ بعيد .. ووجدتني أغوص في الماضي ، وكأني أقرأ سطوره في كتاب مفتوح أمامي..


 ۞ الفصل الثاني ۞



.. كنا ثلاثة... أنا ، وهاني ، وأحلام.. وكان قدرنا أن نجتمع بعد التخرج في مستشفى ابن النفيس الذي كان يستقطب المتفوقين من الأطباء..

كنا يومها مندفعين متحمسين للمهنة التي أحببناها وآمنا بها ، وكنا نقبل على العمل بمتعة بالغة ، فنقوم بم يطلب منا ، وما لا يطلب ، ونُقْدم على أصعب الحالات ، لنصقل خبراتنا ، ونحقق ذواتنا ، ونثبت قدراتنا كأطباء متميزين..
وذات ليلة من ليالي الشتاء البارد ، كانت نوبتنا ـ نحن الثلاثة ـ في قسم الطوارئ ، وكان ليلة حافلة فلم نخلد إلى الراحة إلا في الساعة الخامسة صباحا ، فاتجهت أنا وهاني إلى غرفة الأطباء المقيمين ، وذهبت الدكتورة أحلام إلى غرفة الطبيبات المقيمات.

كنت في حالة إرهاق شديد ، فمنيت نفسي النفس بساعة من النوم أتخفف خلالها من التعب والإجهاد ، لأسمح بعدها لهاني بقسط مماثل ، لكن هاني ـ كعادته ـ وضعني أمام الأمر الواقع ، وأسرع فألقى بنفسه فوق السرير ، وراح في نومه غير عابئ بمحاولاتي لإثنائه.
وسمعت شخير هاني يتعالى ، فأدركت أنه لم يعد لي خيار ، وكان لابد أن أبقى مستيقظا ، استعداد لكل طارئ.

وغالبني النوم بقوة ، فهربت من النعاس إلى القراءة ، فلم تنجدني ، فلذت بالماء البارد ، وغسلت وجهي.
شعرت بشيء من النشاط ، لكن منظر هاني النائم بجواري ، كان يوهن عزيمتي ، ويحبط طل محاولاتي لمقاومة النعاس.
"ليس أفضل من قهوة العم درويش".
هكذا قلت في نفسي ، وأنا أفرك عينيَّ بشدة ، ثم حملت جهاو الإنذار الذي ينقل إلينا عادة نداءات الطوارئ ، ومضيت إلى العم درويش أنشد قهوته الساخنة اللذيذة.
وصلت إلى بداية الممر الذي يقوم في نهايته مقصف المستشفى المتواضع ، فلمحت الدكتورة أحلام وهي تجلس شارة ساهمة ، وقد نزلت مثلي لتدفن أرقها عند العم درويش نادل المقصف..
وارتحت لوجود أحلام ، لكني قررت بيني وبين نفسي ، ألا أترك ارتياحي يتمادى في الظهور ، لأكثر من سبب!..
ألقيت عليها تحية الصباح ، وقلت لها وأنا أرقب خيوط الفجر وهي تسلل من نافذة قريبة:
- لم أتوقع أن أجدك هنا ، لو كنت مكانك لخلدت إلى النوم بعد ليلة متعبة.
تساءلت في مرح:
- لماذا لم تنم إذا كنت متعبا إلى هذا الحد؟!
- أنام؟ وهل يترك هاني دورا لأحد؟
ابتسمت وقالت:
- علاقتك بهاني تثير دهشتي وإعجابي في آن واحد!
- لم أفهم!
- أنت وهاني نقيضان في الشخصية ، مختلفان تماما في الأفكار والطباع!
قلت لها منكرا:
- لا. لا. ليس إلى هذا الحد ، أنت تبالغين بعض الشيء.
علقت تدافع عن وجهة نظرها..
- قد أكون مبالغة ، لكنكما تبدوان لي هكذا..
- ومع هذا نثير إعجابك!..
- ما يثير إعجابي هو علاقة الود والصداقة التي تجمعكما ، فألمحها في أحاديثكما معا ، وفي دعابتكما الطريفة التي أستمتع بمتابعتها..
- نحن نجمان مضحكان إذن!!.
ضحكت وهي تشيح بيدها معتذرة ، ثم قالت:
- عفوا لم أقصد ، إنما أردت أن أقول إن علاقتكما من العلاقات اللطيفة التي أحبذها بين الأصدقاء..
قلت وأنا أقاوم التثاؤب الذي داهمني فجأة:
- أنا وهاني صديقان قديمان ، قضينا المرحلة الثانوية في مقعد واحد، ودخلنا كلية الطب معا ، وها نحن نعمل هنا معا ، جمعت بيننا الآمال والذكريات اللطيفة ، فتوطدت بيننا صحبة حميمة ، نحن مختلفان نعم لكن الود بيننا استطاع أن يطفو فوق كل خلاف..
وداهمني التثاؤب..
 - لقد شغلنا الحديث، ونسيت أن أطلب شيئا يساعدني على مقاومة النعاس.
والتفت إلى العم درويش:
-أبن قهوتك يا عم درويش؟ أدركني بفنجان من قهوتك السحرية اللذيذة..
أفاق العم درويش من كبوة قد ألمت به ، وهتف وهو ينهض في نشاط:
- تكرم عينك يا دكتور ، سوف أصنع لك فنجانا لن تنسى طعمه أبد الدهر.
ثم تابع بلهجته المرحة الغنية بالطيبة:
- قهوة عمك درويش ماركة عالمية لا تضاهى..
قالت أحلام وهي ترنو إلى العم درويش في ود:
- العم درويش فخور بقهوته!
وأردفت:
- هذا الرجل ، كم هو طيب ولطيف!
كانت أحلام تحب العم درويش كثيرا ، لم تكن وحدها تحبه ، كلنا كنا نحبه ونرتاح إليه.. حتى الدكتور مأمون صاحب المستشفى وجراح القلب المشهور ، كان كثيرا ما يهرب من أعبائه إلى مقصف العم درويش ، ليجلس معه ، يبثه همومه ومشاكله ، ويستمتع بأحاديثه اللطيفة التي تنساب إلى النفس في رفق ، وتمسح آلامها كالبلسم.
في شخصيته جانب مريح لطالما اختلفنا في تفسيره!.. البعض كاك يقول: بساطته ، آخرون كانوا يقولون: طيبته..
أحلام كانت تقول بأنه إنسان عاطفي يملك حسا مرهفا يستطيع من خلال تعابير وجهك ، ونظرات عينيك!..
هاني كان يقول مازحا: بأنه رجل يملك الحاسة العاشرة ويقصد الحاسة السادسة طبعا.
أما أنا فأعتقد أن الجانب المريح في شخصية العم درويش ، جانب مركب.. إنه مزيج من الطيبة والبساطة والصراحة الظرافة.. مزيج لطيف قد أضيف إليه ذكاء فطري حاد ، صقلته السنون ، وزادته تجاربها قدرة على فهم الناس والتقاط إحساساتهم الخفية ، ثمة شيء آخر كان يجعل العم درويش أشد إحساسا بالآخرين ، إنه المعاناة ، فالعم درويش يعاني من عدم الإنجاب ، تؤرقه الأبوة الجائعة إلى الأطفال ، كانوا يقولون: إن امرأته هي السبب ، وهكذا كانوا يقولون دائما عندما كان العقم يضرب أسرة ما!..

قالت أحلام فجأة بصوت كالهمس:
- ما رأيك بالعم درويش؟
- إنسان طيب.
- لو أنه أنجب ، لشعر أبناؤه بدفء وحنان لم يبذله أب لأبنائه!
- الحرمان يبعث في النفس رقة فريده.
صمتت مليا ثم قالت:
- هل أبوح لم بشيء؟
- تفضلي...
ترددت قليلا ، ثم قالت:
- أحيانا أتمنى لو كان العم درويش أبي!..
أدهشتني كلماتها ، وحرت في تفسيرها ، ووجدتني أسألها لأول مرة:
- أليس الوالد على.....
- بلى  ... إنه حي يرزق..
- عذرا  ... كلامك أوحى لي بالسؤال!..
ابتسمت في سخرية وقالت:
- لا يكفي للأب أن يكون أبا ، أن يكون على قيد الحياة!.
كلامها غامض وحزين ، أحسست أنها تمر بأزمة!.
- تبدين متعبة!.
- أبدا.
- بإمكانكِ أن تنامي إذا أردتِ.
- هل يضايقك وجودي؟
لسعني سؤالها ، أجبت كمن يدافع عن نفسه:
- أبدا.. أبدا.. كل ما في الأمر أني أريد راحتك.
- ليت النوم يريح ، لنمت ليل نهار.
- لستِ سعيدة فيما أرى!.
- أنت على حق.
- غريب!!.
- فيم الغرابة؟
- مبلغ علمي أنك تملكين أسباب السعادة.
- تقصد المال والثروة؟
- مثلا.
صمتت وأطرقت ، وزحفت الكآبة إلى عينيها. قالت في مرارة:
- عندما لا يملك الإنسان مالا ، يظن أن السعادة تكمن في المال والقصر والسيارة.. لكنه عندما يمتلك كل هذه الوسائل لا يجد السعادة فيها ، يشعر بالخيبة .. يشعر بالغربة .. يفقد ثقته بالحياة ، ولهذا ينتحر بعض الناس...
حديثها عن الانتحار لم يرحني! ساورني القلق .. لأول مرة أراها بهذه الكآبة ، وهذا الحزن!.. وأردت أن أخفف عنها ، لكني لم أعرف ماذا أقول؟!!..
وأقبل العم درويش بقهوته الشهية وهو يختال ، وما كاد يضعها أمامي حتى أطلق جهاز الإنذار إشارات متقطعة تدعونا للالتحاق بعيادات الطوارئ فهرعنا نلبي ، وكل غارق في أفكاره وأسراره..




 ۞ الفصل الثالث ۞



عندما وصلنا إلى قسم الطوارئ ، صدم أسماعنا صوت بكاء شديد لطفل ، وتعلقت نظراتنا بشرطي يحتضن طفلا ملفوفا بغطاء صوفي فد اتسخت بعض جوانبه بالطين!..

تبادلت مع الدكتورة أحلام نظرة ، ثم بادرت الشرطي بالسؤال:
ـ خيرا.
تقدم الشرطي خطوات وقال:
ـ لقد وجدنا هذه الطفلة ملقاة في حديقة مسجد الإخلاص ، وجدها أحد المصلين وهو خارج من صلاة الفجر ، وأحضرها إلى قسم الشرطة ، وقد أرسلت بها لتفحصوها وتعدوا تقريرا عن حالتها الصحية ، ثم تحولوها على ملجأ الحنان للأيتام..
صدمني منظر الطفلة اللقيطة ، وثقب صوت بكائها الشديد فؤادي ، فشعرت بالحزن يتسرب إلى أقصى أعماقي ، أما أحلام ، فقد طغى عليها التأثر والانفعال ، فلم تملك دموعها التي انسابت في صمت..
تناولت أحلام الطفلة ، فضمتها إلى صدرها ، وراحت تهدهدها حتى تسكت وتهدأ ، ثم أمرت إحدى الممرضات بتنظيفها ، وشرعت بإجراء الفحوصات اللازمة لها.
ووقفت أرقب الطفلة اللقيطة في إشفاق.. كانت طفلة وديعة جميلة ، ورثت عن أبويها براعم جمال باهر بدت طلائعه في شعرها الذهبي ، وعينيها الزرقاوين ، ومحجريها الواسعين ، وبشرتها الناعمة البيضاء وقسماتها الدقيقة المنسقة..
ولفت نظري شيء مهم ، فسألت الدكتورة أحلام:
ـ كم تقدرين وزن الطفلة؟
ـ إني أدرك ما تفكر به.. وزنها وملامحها يدلان على أن عمرها يبلغ بضعة أشهر.
ـ هذا ما لاحظته فعلا ، إنها لم تولد للتو كما يبدو!..
ـ لقد تأخروا بوأد الفضيحة!..
قلت وأنا غارق في الشرود:
ـ وراء هذه الطفلة سر غامض أتمنى لو أكتشفه!..
ـ العالم مليء بالأسرار..
ـ لو كنت حاكما يملك ناصية الأمور ، لأمرت بإعدام أبويها فورا..
تمتمت أحلام وهي تضع الطفلة في الميزان:
ـ لم يعد الناس يفكرون إلا بجيوبهم وغرائزهم!..
وأحضرت إحدى الممرضات طعام الطفلة ، فجعلت أحلام تطعمها ، بينما كنت موغلا في التأمل ، أفكر في مستقبل طفلة فقدت جذورها ، لتنمو وحيدة وسط رياح الحياة العاتية ، عرضة للشقاء والضياع ، ولمعت في خاطري مقارنة طريفة بين أطفال ربتهم الوحوش في الغابة ، وبين بشر يتخلون عن أطفالهم بهذه السهولة والبشاعة التي تترفع عنها الوحوش..
وأثارني الحادث إلى حد الكآبه ، فغلى الغضب في عروقي ، وشعرت أمام ضميري بأني مطالب بشيء أقوم به من أجل هذه الطفلة البريئة.. مكلف بمهمة خاصة تخولني ملاحقة الجناة ، وبدأت أسعى وراء التفاصيل..


كان الشرطي الذي أحضر الطفلة ما زال ينتظر ، فتقدمت منه ، وسألته بعض الأسئلة ، فشرح لي كل الظروف التي أحاطت بالعثور على الطفلة اللقيطة ، وأضاف إليَّ معلومة مهمة زادت القصة إثارة!..
قال الشرطي : لقد وجدنا مع الطفلة مبلغا من المال ، وضعه الذين تخلوا عنها في كيس من القماش ، وعلقوه في رقبتها!..
مبلغ من المال؟!.. وهل تحركت في قلب الذين تخلوا عن الطفلة بقية من عاطفة أو ضمير ، فتركوا للطفلة ما يساعد من يعثر عليها على الاعتناء بها؟!..
أم أن وراء هذه الطفلة قصة أعمق من حادثة تقليدية لوليدة لقيطة تخلى عنها الجناة خوفا من الفضيحة؟!..
واقتحمت إحدى الممرضات أفكاري فجأة ، لتنبهني إلى حالة جديدة فد وردت إلى قسم الطوارئ ، وهي تشير إلى امرأة شابة تقف لدى الباب ، وتتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيء!..


0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة